البدانة عند الاطفال

من المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا أن الطفل البدين هو بالتأكيد طفل سليم صحي وأن البدانة خصوصا في الاطفال الصغار تعتبر رمزا للصحة الجيدة ودائما ما يذهب الآباء بأبنائهم الي الاطباء طالبين فواتح للشهية لكي يزداد وزن أبنائهم اعتقادا منهم أن الطفل البدين أصح وأقل عرضه للأمراض وأن الهزيل مريض وعرضه أكثر للامراض وتؤدي هذه الاعتقادات الخاطئة الي مفاهيم مجتمعية أخري منها.. أن بدانة الطفل تدل علي اهتمام الابوين به بينما الطفل الضعيف يعطي انطباع الاهمال من الوالدين ولذلك نري أن البدانة منتشرة أكثر لدي الاسر التي تعطي أهمية كبيرة لتقديم الطعام للاطفال ويعتبر تقديم الطعام هو أحد وسائل تعبير الآباء عن حبهم لاطفالهم أو كمكافأة علي سلوكهم الجيد وهذا هو الخطأ الفادح الذي يقع فيه الاباء أثناء تعاملهم مع أبنائهم.. فكثير من الآباء والامهات يجعلون مكافأة الطفل في صورة حلوي أو طعام.. لذا يعتاد الطفل من الصغر تناول الطعام عندما يشعر بالضيق لأي سبب كان.


هو أنا تقيل يا ماما ؟! طيب ليه ؟!


يعتبر الطفل بدينا اذا كانت لديه زيادة في الطبقة الدهنية المختزنة تحت جلده ومن أهم أسباب حدوث البدانة وخصوصا عند الاطفال هي أكثارهم من تناول الاطعمة السكرية والدهنية 'الاطعمة الجاهزة' التي تعطي سعرات حرارية عالية وهناك أيضا بعض العوامل المساعدة ومنها الاسباب الوراثية التي عادة ما تكون السمنة واضحة في أفراد العائلة كلهم وفي أغلب الحالات يرجع ذلك للعادات الغذائية غير الصحية في المنزل التي تجعل الجميع يصابون بالسمنة بدرجات متفاوتة.. ومن ضمن الاسباب أيضا التي تؤدي الي البدانة هي عدم ممارسة الرياضة مما يؤدي الي عدم حرق السعرات الحرارية التي تدخل الجسم فتتحول الي دهون يختزنها الجسم ومن هنا تبدأ البدانة.. ويتضح أيضا وجود علاقة قوية بين استهلاك المشروبات الغازية والاصابة بالبدانة و من أسباب السمنة الي مخاطرها التي تشكل خطرا علي أطفالنا بدنيا ونفسيا.. فالبدانة عامل مشترك في أمراض كثيرة مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والشرايين وامراض العظام وطبعا تأثيرها السلبي علي نفسية الطفل.. فعندما يصل الطفل البدين الي مرحلة الادراك يكتشف انه لا يستطيع مجاراة اقرانه في اللعب والمباريات لقلة لياقته البدنية وصعوبة حركته مما يولد لديه شعورا بالاحباط وتأتي الانطوانية في تعامله مع الافراد نتيجة لاستهزائهم به.. فيصاب الطفل بالوحدة والعزلة